صحاحهم ومسانيدهم المعتبرة ، وبالأصول النظرية المعقولة ، والنتائج العلمية التي يصدقها العيان ، ويحكم بصحّتها الوجدان ، فدونكها أدلّة كافية وافية لإزاحة العلّة ودفع تلك المضلّة كما تقدم تفصيله.
وقول الإمام ابن تيمية أنّ وجود الخضر باطل غير صحيح ، فإنّ النووي الذي لا ينازع في طول باعه ، وسعة اطّلاعه واجتهاده في علم الحديث منهم ، منازع ، قد نقل في (تهذيبه) و (منهاجه) على ما حكاه عنه ابن حجر العسقلاني في كتابه (الإصابة) ص ١٢٧ من جزئه الثاني عن جمهور أهل السنّة أنّه حي موجود ، وحكى عن صاحب (علوم الحديث) في فتاويه أنّه حي عند جماهير أهل العلم والصالحين والعامّة ، وأنّ جماعة منهم كانوا يرونه ، ويجتمعون بحضرته (ع) ـ ثم قال ـ وإنّما شذّ بإنكاره بعض المحدّثين انتهى. وهكذا سجّله الإمام الدميري وغيره من أئمة أهل السنّة فراجعوا ثمة حتى تعلموا أنّ منكر وجوده شاذّ لا يعتدّ به كائنا من كان.
الخضر من خير أمّة
وأمّا قوله : «وعلى تقديره فليس هو من خير أمة».
فنقول فيه : إنّ من الغريب أن يقول الإمام ابن تيمية إنّ الخضر ليس من خير أمّة ويخالف بذلك الضروري من الدين الإسلامي ، وذلك لما ثبت بحكم البداهة عند كل مسلم أنّ رسول الله (ص) وخاتم الأنبياء (ص) قد بعثه الله تعالى نبيّا لكل من كان في عصره (ص) ومن سيكون ويوجد بعده على الإطلاق ، سواء في ذلك الجن والإنس حتى تقوم الساعة ، ومن المقطوع به أنّ الجنسين والثقلين من مبعثه (ص) إلى يوم القيامة ، هما من أمّته (ص) ومنهم الخضر (ع) فهو أيضا بحكم هذه الضرورة يكون من خير أمّة ومن ثم يكون مكلفا بتكاليف الإسلام