العودة إلى آية الاستخلاف
رابعا : ما تقولون لو قال لكم قائل ممّن لا يقول بقولكم ، وردّ عليكم بقوله : إنّ الله تعالى أراد بهذه الآية أن يفسر بالاستخلاف أبا سفيان بن حرب ومعاوية ، ويزيد ، ابني أبي سفيان ، وذلك لأنّه تعالى رأى قد توفّرت فيهم صفات الوعد بالاستخلاف ، فكانوا خائفين عند قوّة الإسلام لمخالفتهم النبي (ص) ، فتوجّه إليهم الوعد من الله تعالى بالأمان لهم من الخوف ، شريطة أن يتركوا عبادة الأصنام ، ويستأنفوا الأعمال الصالحات ، وإنّه تعالى يستخلفهم بعد ذلك ، ويمكّن لهم في البلاد ، جزاء لهم على الطاعة لله تعالى ولرسوله (ص) ، وتشويقا لهم إلى الإيمان ، فلبّوا دعوة الله تعالى ، والتزموا بما أمرهم به ، واعتنقوا الإسلام ، فآمنوا برسول الله (ص) ، وعملوا الأعمال الصالحة ، فأمنوا من الخوف ، واستخلفهم رسول الله (ص) لذلك في حياته (ص) ، فكانوا من بعده كالخلفاء الثلاثة (رض) أبي بكر وعمر وعثمان (رض)؟ ألم تعلموا بما ثبت عندكم أنّ النبي (ص) جعل أبا سفيان بن حرب خليفته على سبي الطائف ، وهم يومئذ ستة آلاف على ما حكاه علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في (سيرته الحلبية) ص ١١٥ من جزئه الثالث في غزوة الطائف ، واستخلفه بعد ذلك على نجران فلم يزل