آية الإنفاق
قال : ما أقوى حججكم ، وأمتن احتجاجاتكم ، وما أدقّ تحقيقكم ، وأعظم تدقيقكم ، فلله أبوك من مناظر ما أفهمك ، ولا فض فوك من متكلم قوي ، يجيد الكلام الرصين ، ويعرف مواقعه ، مع طول باع ، وسعة اطّلاع ، في الفقه ، والتفسير ، والحديث ، والتاريخ ، واللغة! ولقد كشفتم القناع بما فيه الاقتناع لطالبي الحق ورواد الحقيقة في هذه المباحث حتى أصبحت واضحة مستنيرة ، ولكن مخالفيكم يقولون إنّ قوله تعالى في سورة الحديد آية ١٠ : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ ، وَقاتَلُوا ، وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) صريح الدلالة في أنّ أبا بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) ، وعليّا (ع) وطلحة ، والزبير ، وسعدا ، وسعيدا وعبد الرحمن بن عوف ، وأبا عبيدة بن الجراح ، من أهل الجنان ، وهم قطعا ممن أسلم قبل الفتح ، وأنفق ، وقاتل الكافرين ، وقد وعدهم الله تعالى الحسنى ، وهي الجنة وما فيها من الثواب ، وذلك يمنع من وقوع معصية منهم توجب لهم العقاب ، أو يمنع لهم الولاية والمحبة في الإسلام.