آية (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)
قال : لا مفرّ من القول بما أدليتم ، ولات حين مناص ، عمّا ذكرتم ، ولكن خصومكم يقولون : إنّ الله تعالى يقول في سورة الفتح آية ٢٩ : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً ، سُجَّداً ، يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً ، سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ، وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) ، ولا شك في أنّ الخلفاء أبا بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) ، من وجوه أصحاب رسول الله (ص) ، وزعماء من كان معه ، وإذا كان كذلك فهم أحقّ الناس بما دلّت عليه الآية من وصف المؤمنين ، والمدح لهم ، والثناء عليهم ، وذلك يمنع الحكم عليهم بالانحراف والخطأ!.
قلت : أولا : إنّ الآية بعمومها الإطلاقي شاملة لطلحة ، والزبير ، وسعد ، وسعيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وأبي هريرة ، وأبي الدرداء ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي سفيان بن حرب ، وولديه يزيد ومعاوية ، وعبد الله بن أبي سرح ، ومالك بن نويرة ، وأبي معيط ، والوليد بن عقبة ، وعبد الله بن سلول ، وغيرهم من الناس ، لأنّ