يتمناه علي (ع) في حياته ، وعند وفاته (ع) ، فهو ما كان يكرره بقوله : «متى ألقى الأحبة محمدا وصحبه؟ متى يبعث أشقاها؟» ولما ضربه عبد الرحمن بن ملجم قال (ع) : «فزت وربّ الكعبة!» فأين يذهبون؟ وأنّى يؤفكون؟ والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بهم؟ بل كيف يعمهون؟ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الآية تريد عليّا والأئمة من بنيه (ع) خاصّة
قال : لقد قطعتم علينا السبيل بما أدليتم به من البراهين العلمية على عدم استطاعة أحد أن يثبت بأنّ الخلفاء : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) ، كانوا في بواطنهم على مثل ما أظهروه من الإيمان ، ليتسنّى لنا الحكم بدخولهم في الآية ، لأنّ الباطن لا يعلمه إلّا الله تعالى ، ولكن إذا كانت الآية لا يمكن أن تريد الخلفاء ومن معهم ممّن تقدم ذكرهم ، فمن يا ترى تريد؟ ومن هم الذين يمكن أن تكون بواطنهم كظواهرهم ، ليكونوا في متناول الآية إذ لا يجوز أن يكون إخبار القرآن عن مجموعة من الذوات موصوفة بتلك الصفات إخبار عن أشخاص لا وجود لهم في كون الحياة ، لوضوح بطلانه ، فاللازم عليكم أن توضّحوا لنا الأمر فيها لنكون على بصيرة من أمرها.
قلت : إنّ الآية لا تنطبق على غير المعصومين ولا مصاديق لها سواهم ، وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والأئمة المعصومون من أبنائه الطاهرين ، من البيت النبوي (ص) ، ودليلنا على ذلك أنّ الله تعالى قد أخبر على الإطلاق عمّن ذكرهم بالشدّة على الكفار ، والرحمة لأهل الإيمان ، والصلاة له تعالى ، والاجتهاد في الطاعة له تعالى ، بثبوت وصفه في التوراة والإنجيل بالسجود لله تعالى ، وخلع الأنداد والأصنام بشتّى أشكالها وألوانها ، وليس من الممكن المعقول وجود ذلك