أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبناؤه المعصومين لم
يسجدوا لصنم قط
أمّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والأئمة الأحد عشر من أبنائه. المعصومين ، فقد أجمعت الأمّة على أنّهم (ع) لم يعبدوا غير الله تعالى ، ولم يسجدوا لصنم قط ، ولم يتقرّبوا إلى أحد سواه تعالى ، فينطبق عليهم قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) انطباقا كاملا وإنّهم (ع) هم المستحقون لهذا المدح والثناء لإخلاصهم لله تعالى وحده ، دون غيرهم. ممّن تقدم عليهم مطلقا وبلا استثناء ، وقد أشرنا إلى ما يدلّ على عصمتهم (ع) من الخطأ كحديث الثقلين ، وحديث النجوم فلا نحتاج إلى تكراره بالإعادة.
وجهة أخرى : إنّه لا خلاف بين المسلمين أجمعين في أنّ عليّا (ع) كان ظاهر العدالة ، واجبا له الإمامة ، وإن اختلفوا فقالت طائفة منهم وهم الشيعة كان مع عدالته معصوما من الكبائر والصغائر من الذنوب ومعصوما من السهو والنسيان كما تقدم تفصيله مشفوعا بدليله وبرهانه ، وقالت طائفة أخرى منهم ، وهم أهل السنّة : لم يكن معصوما كعصمة الأنبياء (ع) ، ولكن كان عدلا ، برا ، تقيا ، ورعا على الظاهر ، حتى توفّاه الله تعالى. وإذا ثبت هذا ثبت أنّ باطن علي (ع) مثل ما أظهره من الإيمان.