باطن علي أمير المؤمنين مثل ظاهره
قال متعجبا : كيف تقولون إنّ باطن علي (ع) مثل ما أظهره من الإيمان وأنتم لم تأتوا عليه بدليل ولم تشفعوه ببرهان.
قلت : نحن ما أهملنا الدليل على أنّ باطن علي (ع) مثل ما أظهره من الإيمان ، وإنّما أتينا به واضحا ، صريحا ، جليّا ، وما كنت أحسب أنّه يخفى على مثلكم وأنت الفطن الذي لا يفوته شيء إلّا ألم به! ألا تذكرون ما أجمع عليه الفريقان من الشيعة وأهل السنّة ، من قول النبي (ص) لعلي (ع) فيما تقدم ذكره مفصلا «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنّه لا نبي بعدي»؟ وذلك فإنّ رسول الله (ص) الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلّا وحي يوحى ، ما كان ليقول هذا القول في علي (ع) ، إلّا وهو يعلم بواسطة الوحي : أنّ باطن علي (ع) مثل ما أظهره من الإيمان.
وهكذا قوله (ص) فيه (ع) على ما تقدم من حديث خيبر الذي لا ريب فيه أنّه (ع) يحبّ الله ورسوله (ص) مطلقا ، ويحبّه الله ورسوله (ص) مطلقا ، فإنّه (ص) لا يمكن أن يقول هذا القول فيه إلّا وهو يعلم أنّه في الباطن مؤمن راسخ الإيمان والعقيدة ، وأنّه مثل ظاهره في الإيمان ، وإلا لزم الكذب في قوليه (ص) وهو الصادق الأمين بالضرورة من العقل والدين. والقول بتكذيب النبي (ص) كفر صراح نعوذ بالله منه! وكذلك حال الأئمة الهداة من أبنائه (ع) من البيت النبوي (ص) لقول النبي (ص) فيهم (ع) مضافا إلى ما تقدم من حديث الثقلين ، وحديث النجوم ، فيما اتّفق الفريقان على صحّته : «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق» وفي حديث آخر هوى كما تقدم نقله عن حفّاظ أهل السنّة فإنّه (ص) لا يقول هذا القول فيهم (ع) إلّا وهم عنده في الباطن