آية ولا يأتل أولو الفضل والسعة
قال : لقد أزلتم ما كان يدور في خلدي من أمر الآية ونزولها في الخليفة أبي بكر (رض) بما أقمتموه لنا من باهر الدليل ، وواضح البرهان ، ممّا لا محيص لنا إلّا النزول على حكمه ، والأخذ بمنطوقه ومفهومه ، غير أنّنا نرى ورود الأخبار بأنّ الخليفة أبا بكر (رض) كان يعول بمسطح فلما قذف عائشة أم المؤمنين (رض) ، في جملة من قذفها من أهل الإفك قطع عنه صلته ، وامتنع من معروفه وبرّه إليه ، وائتلى في ترك وصله ، (أي حلف أن لا يصله بشيء) فأنزل الله تعالى فيه (رض) في سورة النور آية ٢٢ : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ، وَالْمَساكِينَ ، وَالْمُهاجِرِينَ ، فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلْيَعْفُوا ، وَلْيَصْفَحُوا ، أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ؟ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وأنتم ترون أنّ الله تعالى قد أخبر بأنّ أبا بكر (رض) كان من أهل الدين ، والفضل ، والسعة ، واليسار ، وإنّه (رض) ممّن بشّره الله تعالى بالمغفرة ، والأجر العظيم ، ومن كان كذلك فلا يجوز نسبة ما ذكرتم إليه من الخطأ مطلقا.