آية الغار ومفادها تحقيق معناها
قال : لقد قطعتم علينا السبيل بما أوضحتموه لنا بالدليل ، ولم تبقوا زيادة لمستزيد ، في عدم إمكان التمسّك بما ادّعاه خصومكم ، من نزول الآية في الخليفة أبي بكر (رض) ، ولكنهم يقولون بأنّ الله تعالى قد شهد لأبي بكر (رض) بالفضيلة الكبرى التي تصغر دونها كل فضيلة في محكم كتابه ، فأنزل فيه (رض) في سورة التوبة آية ٤٠ : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ، إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ، فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ، وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها). وأنتم ترون أنّ الله تعالى قد آنس به نبيّه (ص) ، وأثنى عليه ، وجعله صاحبا له (ص) في سفره ، وساكنا معه في الغار.
قلت : أولا : إنّ الآية لم تأت على ذكر اسم صاحبه (ص) بشخصه ، لنعلم أنّها تريد الخليفة أبا بكر (رض) دون غيره من أصحابه (ص) ، لأنّ أصحابه كثيرون لم ينحصروا فيه (رض) ، ولم ينحصر هو فيهم ، فمن أين يا ترى علمتم أنّ الآية تريد بصاحبه خصوص أبي بكر (رض)؟ وأنتم لم تأتوا على ذلك بدليل؟ فإن قلتم : دليلنا على ذلك اشتهار الأمر فيه ، فيقال لكم : ما ذا تقولون لو قال