المعارضة لما حققناه في آية الغار
قال : إنّ ما قلتموه في آية الغار معارض بقوله تعالى في قصة إبراهيم وموسى (ع) (لا تَخَفْ!) فإنّ نهيه تعالى لهما عن الخوف يجري مجرى قوله تعالى في آية الغار (لا تَحْزَنْ!) ويأتي عليه ما أتى عليه ، فإن كان ما قلتموه في آية الغار صحيحا كان هذا صحيحا ، وهذا باطل وذلك مثله باطل.
قلت : إنّ ما جئتم به من المعارضة باردة ، وغير واردة ، وذلك لما تعلمون من أنّ علمنا بعصمة إبراهيم وموسى (ع) لأنّهما نبيّان يخرج النهي عن ظاهره ، وأبو بكر (رض) لم يكن معصوما ، ولا يستطيع أحد أن يدّعي له (رض) العصمة ، فلا يقاس هذا على ذلك لانتفاء علّة المساواة فيه.
ما قلناه لا ينتقض بما تقولون
قال : إنّ ما قلتموه ينتقض بقوله تعالى لنبيّه (ص) في سورة النحل آية ١٢٧ (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ).
وقوله تعالى في سورة الحجر آية ٨٨ : (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما