الحصباء ، قال : اشتدّ برسول الله (ص) وجعه يوم الخميس ، فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، قالوا : هجر رسول الله (ص)! قال : دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه ، ونسيت الثالثة».
أو ليس قول النبي (ص) في هذا الحديث : «دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه» أنّهم دعوه (ص) إلى ما يريدون من الشرّ ، وهو (ص) كان يريد لهم الخير بكتابة ذلك الكتاب الذي وصفه بأنّه كتاب هدى «لن تضلّوا بعده أبدا» ، ولو كتبه لهم بعد ما قالوا : لقالوا بعد ذلك كتبه وهو يهجر ، فلن يقبلوه كتبه (ص) أم لم يكتبه؟.
ألم يكن قول الراوي ونسيت الثالثة دليلا صريحا على أنّ النبي (ص) أراد أن يجدد العهد بالخلافة لعلي بعده بالكتابة تأكيدا لنصوصه القولية كما تقدّم ، ولكن السياسة يومئذ قهرت الراوي على أن يقول : «ونسيت الثالثة» إذ لا يضر القوم سوى كتابة الخلافة لعلي (ع) بعده (ص) دون سواها؟.
ثم ألم يقل الخليفة عمر بن الخطاب للصحابة في مرض النبي (ص) : «إنّ النبي (ص) قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله» على ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ، في أواخر ص ٥ من جزئه الرابع. في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى :
عن ابن عباس قال : «لما حضر رسول الله (ص) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي (ص) هلم أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده ، فقال عمر : «إنّ النبي (ص) قد غلب عليه الوجع ،