المناقشة في حديث آئتوني بكتاب أكتب لكم
قال : لو كان كتابة ذلك الكتاب عزيمة لما حال بين النبي (ص) وبين كتابته حائل مهما كان ، فعدول النبي (ص) عن كتابته دليل على أنّه لم يكن عزيمة؟!.
قلت : أولا : إنّ عزيمة كتابة ذلك الكتاب ثابتة بنصّ قوله (ص) : «لن تضلّوا بعده أبدا ، ولظهور الأمر في الوجوب كما قدمنا من أن الوقوع في الضلال لا يكون إلّا بترك الواجب أو فعل الحرام لا غيرهما.
ثانيا : لما واجه القوم رسول الله (ص) بتلك الكلمة القارصة ، والعبارة الجارحة ، خاصة وهو في آخر أيّامه من الدنيا رأى (ص) إنّ من الحكمة والمصلحة أن يعدل عن كتابته حفاظا على الدين ، وقياما بما أوجبه (ص) من تقديم الأهمّ على المهم لأنّه (ص) نظر إلى صدور الشك منهم ، فعلم (ص) أنّ ذلك الكتاب لا يرفعه ولن يرفعه أبدا ، كما أنّ عدوله (ص) عن كتابته لم يكن بعدم الفائدة فيه بعد تلك المعارضة ، وموافقة جمهور الصحابة لقائله. فحسب ، بل لأنّه (ص) لو لم يعتن بقولهم ، وكتبه ، لقالوا فيه كما قلنا (كتبه وهو يهجر)