الصحيح في حديث صلاة الخليفة
أبي بكر (رض) في مرض النبي (ص)
ثالثا : إنّ الصحيح المتواتر بين الفريقين أنّ رسول الله (ص) أخّر الخليفة أبا بكر (رض) من تلك الصلاة ، وصرفه عن إمامة المسلمين ، لأنّه خرج بعد سماعه بتقدم أبي بكر (رض) يتهادى بين علي (ع) والعباس مع ما فيه من ضعف الجسم بالمرض ، الأمر الذي لا يتحرك معه العاقل إلّا في حال الاضطرار ، لتدارك ما يخاف بفواته حدوث أعظم فتنة ، فعزل النبي (ص) لأبي بكر (رض) عمّا كان تولّاه من تلك الصلاة ، كما نطقت به أحاديث الفريقين ، يدلّكم على أن تقدّمه (رض) للصلاة لم يكن بأمر من النبي (ص) في شيء ، وإنّما كان من ابنته عائشة أمّ المؤمنين (رض) ، ولم تكن تلك الصلاة إلّا صلاة الصبح ، لا غيرها.
ويرشدكم إلى ذلك ما أخرجه الحافظ الكبير عند أهل السنّة الإمام مسلم في صحيحه في أواخر ص ١٧٨ من جزئه الأول في باب (استخلاف الإمام إذا عرض له عذر) من كتاب الصلاة.
عن عائشة أمّ المؤمنين (رض) : «قالت : لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذّنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصلّ