قصة العريش
قال : لقد أوضحتم بما قدّمتموه لنا وجه الصواب في حديث الصلاة ، وأجدتم في الجواب عمّا ادّعاه خصومكم من دلالة الحديث على الإمامة العامّة بعد الرسول (ص) ، بما لم يبق معه شك ولا ارتياب ، ولكن مخالفيكم يقولون بأنّ الأمّة مجمعة على أنّ رسول الله (ص) خصّ أبا بكر وعمر (رض) في بدر بالجولس معه في العريش ، إشفاقا عليهما من ضرب السيوف ، وطعن الرماح ، وصونا لهما من القتل ، ورجوعا إليهما في الرأي ، والتدبير ، فهل ترون بعد هذا الفضل والمنقبة فضلا ومنقبة لأحد من العالمين؟.
قلت : ما ذا تقولون لو قال لكم قائل ممّن لا يقول بقولكم : لو تأملتم قليلا ، ونظرتم في هذا الأمر بعين بصيرة ، وفكر دقيق ، لعلمتم بما في هذا القول من الازدراء بحق النبي (ص) والتنقص من قدره ، ونسبة المخالفة لأمر ربه ، لعدلتم عن ذكره ، ولم تعرجوا على إثارته ، ولكن لما وجدناكم لإثارته راغبين ، ولتوضيح الحق فيه طالبين ، لم نجد أبدا من النزول عند رغبتكم ، وتلبية طلبكم ، فإليكم الجواب بعد تسليمنا لكم جدلا وجود العريش في واقعة بدر.
أولا : يقول خصومكم لو علم النبي (ص) بأنّ الخليفتين ، أبا