لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ، فو الله ما دنا منّا أحد إلّا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله (ص) ، لا يهوي إليه أحد إلّا أهوى إليه ، فهذا أشجع الناس».
وأقول : إنّ من المؤسف أنّ مثل ابن حجر الهيتمي وهو مفتي الديار الحجازية في عصره يحكي هذه القصة في كتاب يزعم أنّه يردّ به على خصمائه دون أن يشعر بأنّ كون أبي بكر (رض) أشجع من علي (ع) ممّا يعرف عدم صحته الخلائق كلها من الجنة والناس أجمعين من عصر النبي (ص) ، وعصر أصحابه ، والتابعين ، إلى يومنا هذا ، وما بعده إلى يوم القيامة ، لذا ترون أنّ أصحاب النبي (ص) الذين سألهم علي (ع) أن يخبروه عن أشجع الناس على حدّ زعم البزار ، فقالوا له (ع) أنت ثم لما أعاد السؤال عليهم مرّة أخرى ، قالوا لا نعلم يعني أنّهم لا يعلمون سواه أشجع الناس ، ومعاذ الله أن يقول أصحاب رسول الله (ص) الكرام ذلك ، وهم يعلمون غير علي (ع) أشجع الناس ، وظنّي ، وربّ ظنّ يقين ، أنّ ما ادّعاه البزار من أشجعية أبي بكر (رض) لا يرضى به أبو بكر نفسه (رض) ، وأغرب من ذلك أن ينسب القول بأشجعية أبي بكر (رض) إلى أشجع الناس بعد النبي (ص) عند الأولين والآخرين ، ليغري به البله المغفلين ، ويصوّر لهم أنّ أبا بكر (رض) أشجع من علي (ع) باعتراف أشجعهم ، وإلّا فلما ذا يا ترى خصّ البزار عليّا (ع) بهذه الرواية دون غيره من الصحابة ، وهم كثيرون لو لا ما أشرنا إليه من إرادة الإغراء لإثبات ما هو غير ثابت عند القريب والبعيد ، والعدو والصديق ، والمسلم والكافر ، من جميع الملل والنحل ، على اختلاف مذاهبهم ثم كيف يا ترى يكون من المعقول أن يخفى على أصحاب النبي (ص) مع كثرتهم ، وقربهم من أبي بكر ، ومعرفتهم به ، واطّلاعهم على صفاته أشجعيته من علي (ع) ، ومن غيره من جميع الناس ، فيجيبون عليّا (ع) بأنّه