اختلاف آحاد المسلمين في آرائهم
سادسا : إنّ اختلاف آحاد المسلمين في آرائهم ، وتضاربهم في أهوائهم ، وتباينهم في مشتهياتهم ، يمنع منعا باتا من اتّفاقهم ، واجتماعهم ، على حسن شيء باختيارهم ، ليكون حسنا عند الله تعالى ، كما هو المنصوص عليه في الحديث. وهذا شيء لا سبيل إلى إنكاره ، بل تكاد ترى استحالته بباصرة عينك ، وتلمسه بأنامل يدك. فالقول بإمكان اجتماع جميع المسلمين المنتشرين في البقاع ، فضلا عن إمكان وقوع مثل هذا الاجتماع منهم جميعا باختيارهم على حسن شيء بعينه ، أمر لا يمكن تصديقه ، أيّا كان قائله.
ومن ذلك كلّه يتّضح لكم جليّا إنّ الواضعين لهذا الحديث غفلوا حينما وضعوه لتصحيح غير الصحيح إلى بطلانه ، وعدم إمكان تحقيق مدلوله ، فأخفقوا في صياغته وأساءوا إلى النبي (ص) بنسبتهم ذلك إليه (ص) إساءة يستمرّ شؤمها سرمدا ، فتعثّروا في وضعه عثرة لا تقال أبدا ، كما أساءوا إليه (ص) في وضع غيره من الأحاديث المكذوبة تزلفا منهم إلى الحكّام ، وتبصبصا حول العروش والتيجان ، وسعيا وراء الأصفر الرنان ، فذبحوا الدين ، وقضوا على الحقّ واليقين ، في سبيل