الأوصاف لا تكفي في استحقاق الخلافة
قال : لا مجال للتمسّك بالحديث في إثبات الخلافة بما ذكرتموه من وجوه الخلل في دلالته ، وعدم صحّة سنده ، ولكن خصومكم يقولون إنّا نجد الأمّة من صدر الإسلام إلى يومنا هذا ينعتون أبا بكر (رض) بالصديق ، وعمر (رض) ، بالفاروق ، وعثمان (رض) بذي النورين ، وقد شاع ذلك بينهم وذاع. وهذا دليل واضح على إنّهم كانوا من الأخيار ، وكانوا فيما فعلوه على الحقّ والصواب ، ولو لم يكن الأمر فيهم (رض) على ما وصفنا لما شاع هذا المدح والثناء.
قلت : أولا : إنّ الأمّة جميعا لم تصفهم بما ادّعيتم لهم من الصفات فإنّ الشيعة قاطبة ترى كما يرى رسول الله (ص) أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) هو الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم دون غيره.
فهذا ابن حجر العسقلاني يقول في إصابته ص ١٦٧ من جزئه السابع ، وذاك ابن عبد البر في استيعابه يقول في ص ٦٧٦ من جزئه الثاني : «قال رسول الله (ص) : ستكون بعدي فتنة فالزموا فيها علي بن أبي طالب (ع) فإنّه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة».