الإنفاق على رسول الله (ص)
قال : لقد صحّ ما ذكرتم من أنّ الألقاب والنعوت لا تدلّ على إمامة الموصوف بها ما لم تكن مستندة إلى كتاب الله تعالى والسنّة النبويّة (ص) القطعية المجمع عليها بين الشيعة وأهل السنّة ، لتتم الحجّة به على الفريقين ، ليكون من دليل البرهان الذي لا مناص لهما عنه ، ولما كان الكتاب والسنّة خاليين من ذلك فيمن نعتهم الناس بتلك الصفات والألقاب ، فلا مجال لأحد أن يركن إليها أو يعتمد عليها ، في إثبات خلافة النبوّة (ص) وإمامة الأمّة. ولكن مخالفيكم يقولون : قال رسول الله (ص) : «ما نفعني مال كمال أبي بكر» ، وقال (ص) في موضع آخر : «ما أحد من الناس أعظم علينا حقّا في صحبته وماله من أبي بكر بن أبي قحافة» فإنّ في هذين الحديثين لدلالة واضحة على أنّ لأبي بكر (رض) من الإنفاق على النبي (ص) ، والمواساة له بماله (رض) ما لم يكن لعلي بن أبي طالب (ع) ، ولا لغيره من أصحابه (ص).
قلت : أولا : لو كان الحديثان صحيحين ، وكانا صادرين عن رسول الله (ص) ، ويدلّان على اختصاص الخلافة بأبي بكر (رض) ، لكان أبو بكر (رض) أولى وأحقّ بالاحتجاج بهما على منازعيه في السقيفة