الحديث جاء في مدح
أمّ المؤمنين خديجة رضوان الله تعالى عليها
الحادي عشر : إنّ الثابت في الحديث الصحيح المتّفق عليه بين الفريقين مدح النبي (ص) لأمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله تعالى عليها دون أبي بكر (رض) ، وهذا ما أجمع المسلمون جميعا على صحة روايته ، وصدوره عن رسول الله (ص) من أنّه (ص) قد انتفع بمالها ، وأنّ ذلك ممّا اختصّت به وحدها لم يدخل معها في ذلك داخل ، ولا داخلة ، ولا دخيلة.
فقد أخرج ابن عبد البر في استيعابه ص ٧٤١ من جزئه الثاني في أحوال أم المؤمنين خديجة رضوان الله تعالى عليها ، والبخاري ومسلم في صحيحهما في باب (فضائل زوج النبي (ص) خديجة وفضلها) بلفظ قريب من اللفظ الذي سنورده عن الاستيعاب.
عن عائشة أم المؤمنين (رض) أنّها قالت : «ذكر رسول الله (ص) خديجة رضي الله تعالى عنها ذات يوم فتناولتها فقالت عجوز كذا وكذا قد أبدلك الله بها خيرا منها! قال : ما أبدلني الله خيرا منها ، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس ، وصدقتني حين كذبني الناس ، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني ولدها وحرمني ولد غيرها».