قولهم علي أسلم وهو صغير
وأسلم أبو بكر وهو كبير
وأمّا القول : بأنّ عليّا (ع) أسلم وهو صبي صغير ، وأسلم أبو بكر وهو شيخ كبير ، وما يوجب إسلام البالغ الكبير لا يوجبه إسلام غير البالغ الصغير ، فيبطله قول النبي (ص) : «أوّلكم ورودا علي الحوض ، أولكم إسلاما علي بن أبي طالب» (ع) فإنّ المخاطبين بلفظ (أولكم) لم يكونوا غير أصحاب النبي (ص) وكانوا كلّهم رجالا بالغين ، وقد أنزل النبي (ص) عليّا (ع) بهذا الخطاب منزلة الرجال البالغين من أصحابه (ص) ، وأعطاه كل مميّزات الكبار البالغين الراشدين ، ثمّ إنّ العبرة بكبر العقل لا بكبر السنّ ، فكم من كبير في السنّ لا يدرك ما يدركه الصغير في السنّ ، وهذا ما لا يمكن لأحد أن ينكره أو يناقش فيه فعلي (ع) من هذا القبيل بحكم النبي (ص).
وأمّا الجهاد في سبيل الله تعالى فإنّه لا قدم لأحدهم (رض) فيه ، فلا يمكن لمن له عقل أو شيء من الدين أن يدّعي أنّهم بارزوا مشركا في وقت من الأوقات ، أو جرحوا في الحرب كافرا ، أو قاتلوا إنسانا ، ولقد ذكرنا لكم فيما سلف ما يغنينا عن التكرار بالإعادة.
أمّا علي (ع) فجهاده وجلاده بين يدي رسول الله (ص) ممّا لا