العلّة في تقديم الناس غير علي (ع) للخلافة
وأمّا التماسكم العلّة في تقديم الناس غير علي (ع) للخلافة مع ما ذكرنا من قلّة ما لهم ، وعدم علو شرفهم ، وقلّة عشيرتهم من غيرهم من المهاجرين والأنصار ، مع انتفاء الفضل الموجب لتقدمهم (رض) على غيرهم ممّن هم أفضل منهم (رض) ، كما حققناه فيقال لكم إن الأمر فيه يتضح لمن كان مثلكم ، من وجوه :
الوجه الأول : إنّما نصبوا من كان غيره أكثر منه مالا ليطمع الفقراء كلّهم في نيل الخلافة ، وجمع الأموال منها ، ولأنّهم إنّما وضعوها فيمن ليس بأشرفهم ليكون ذريعة توصل الجميع إلى نيلها على اختلافهم في منازل الشرف فلا يمنع من كان أحطّهم نسبا في التقدم على من هو أشرف منه في ذلك. ولو أنّهم حصروها في أرفعهم نسبا وأكرمهم حسبا لاختصت بطائفة منهم ، وخرج الآخرون منها أصفارا ، وإنّما جعلوها فيمن دونهم من حيث العشيرة ، ولم يحصروها في أعزّهم نفرا خوفا وفرقا من تبدّله عليهم ، فحينئذ لا يستطيعون إخراجها منه لضعفهم بعشيرته وقومه ، فلا يصلون به إلى مآربهم.
الوجه الثاني : إنّ الخليفة أبا بكر (رض) كان بعيدا عن