خلاصة المقال
وخلاصة المقال : إنّ جميع ما أوردتموه من الآيات وذكرتموه من الروايات في فضل الخلفاء الثلاثة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان (رض) سواء في ذلك على العموم أو الخصوص ، إمّا أن تكون صحيحة النزول فيهم (رض) والورود في خلافتهم أو لا.
فإن قلتم إنّها صحيحة النزول والورود فيهم (رض) فيقال لكم أكانوا يعلمون بها أم لا؟ فإن قلتم : كانوا يعلمون بها وهو قولكم ، فيقال لكم لما ذا يا ترى لم يحتجوا بها كاحتجاجكم بها على من خالفهم في يومي السقيفة والشورى ، لا سيما عند ما هجم القوم على الخليفة عثمان (رض) في داره ، وأرادوا قتله (رض)؟ ولما ذا يا ترى عدلوا عنها لو كان لها وجود إلى غيرها من قولهم (رض) (الخلافة في قريش) وقول الخليفة أبي بكر (رض) : «اختار لكم أحد هذين الرجلين أو رضيت لكم أحد هذين» مشيرا إلى أبي عبيدة بن الجراح ، وعمر بن الخطاب (رض)؟ وقوله (رض) بعد البيعة : «أقيلوني فلست بخيركم» على ما حكاه عنه (رض) أرباب السنن وأمناء التاريخ عند أهل السنّة في صحاحهم ، وتواريخهم ، كالبخاري ومسلم في صحيحيهما ، وابن قتيبة في (الإمامة والسياسة) ص ٢٤ من جزئه الأول ، والمتقي الهندي