قول عبد الله الحضرمي
الخلافة كرئاسة شيخ العشيرة
والغريب من عبد الله الحضرمي أن يقول في كتابه ، (رد على كتاب السقيفة) «فإذا اتفق كبار القوم على رئاسة شيخ العشيرة ، فلا عليه إذا تخلف عشرة أو عشرون من سائرهم ، لأنّ العبرة لكبار القوم وكثرتهم» : وأقول : إنّ الحضرمي لما أفلس من الحجة ، ولم يظفر بالسند ، عمد إلى التمويه والمغالطة ، فزعم أنّ مثل الخليفة لرسول الله (ص) كمثل شيخ عشيرة تنعقد بأكثرية العشيرة ، وكبارهم ، ولا يضرها تأخر عشرة أو عشرين من سائرهم لأنّ العبرة بكبارهم وكثرتهم ، لا يا أستاذ! فإنّ الخلافة هي الزعامة الكبرى ، والرئاسة العظمى ، كما قلنا في أمور الدين والدنيا ، وهي خلافة الرسول (ص) وإمامة الأمة في حفظ الشريعة من الضياع ، والزيادة والنقيصة ، وحسم مادة الفتن ، وقطع دابر الفساد. وإقامة الحدود ، وحفظ بيضة الإسلام ، وحوزته ، على الوجه الشرعي والقانون الإلهي ، الذي جاء به النبي (ص) من عند الله تعالى.
وهذا هو المدار في الخلافة ، وهذا لا يحصل إلا إذا كان الإمام جامعا لجميع الفضائل العالية :
من الأعلمية ، والأفضلية ، والأشجعية ، والتقى ، والورع ،