الأول : ما يعبر عنه بدليل البرهان وهو ما أجمع الخصمان على اعتباره وثبوت حجيته ، فهو حجة على الخصمين معا يجب عليهما الأخذ به والنزول على حكمه.
الثاني : ما يعبر عنه بدليل الجدل ، وهو ما يكون حجيته ثابتة عند أحد الخصمين دون خصمه الآخر ، لثبوته من طريقة خاصة دون طريق خصمه ، فلخصمه أن يلزمه به إلزاما له بما ألزم به نفسه من حجيته لديه.
فالشيعة قديما وحديثا في احتجاجهم على خصومهم لم يخرجوا عن دائرة هذين الدليلين كما تشهد بذلك كتبهم ، وهذا بخلاف خصومهم من أهل السنّة فإنّهم لا يحتجون على الشيعة إلا بما هو عند أهل السنة لا بما هو عند الشيعة. فأهل السنة بذلك اللون من الاحتجاج على خصومهم خارجون عن آداب المناظرة وقواعد الرد.
فاعتماد الشيعة على الراوي من أهل السنة في فضائل عليّ ونبيه (ع) لم يكن إلا لثبوت ما يرويه عند الشيعة ، لا لأجل حجية قول الراوي في نفسه كما توهمه الشيخ محسن ، لذا كان ما يرويه في فضائل غير أهل البيت النبوي (ص) لا حجة فيه عليهم ، وغير مقبول عندهم ، ومرفوض لديهم ، لأنّه من الشهادة للنفس ، وهي باطلة في أصول الرد.
فلو إنّكم وقفتم وقفة بسيطة على كتب الفريقين في موضوع الإمامة وغيره لتجلى لكم صدق ما نقول ، لذلك كان احتجاج أهل الكتاب بما عندهم على المسلمين باطلا ومردودا وغير مقبول كلية ولأنّه ليس بأولى من عكسه بأن يقبل الأستاذ محسن ما يحتج به الشيعة عليه بما عندهم ، ولكن من السهل على الأستاذ محسن أن يقول ما لا يفهم ، ولا يفهم ما يقول ، نعوذ بالله من سبات العقل!!.