فهذه منازل هارون (ع) من موسى (ع) ، وقد أعطى رسول الله (ص) كلّها لعلي (ع) وحده ، وخصّه بها دون غيره من أصحابه ، وقد أكّد القرآن هذا ، وأقرّه بقوله تعالى في سورة طه آية ٢٩ وما بعدها كما تقدم وقال تعالى في سورة الفرقان آية ٣٥ : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً).
وقد جاء تنصيصه (ص) عليه دون غيره في حديث بضع عشرة فضيلة كانت لعلي (ع) لم تكن لغيره من الصحابة وقد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في (مسنده) في آخر ص ٣٣٠ من جزئه الأول عن ابن عباس وفيه قوله (ص) : «لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي» وقد أخرجه بهذا اللفظ جمع كثير من حفّاظ أهل السّنة.
فمنهم الحاكم في (مستدركه) والذهبي في (تلخيصه) ص ١٣٤ من جزئه الثالث وصححاه على شرط البخاري ومسلم ومنهم ابن عبد البر في (استيعابه) في ترجمته لعلي (ع) من جزئه الثاني وقال : إنّه إسناد لم يطعن فيه أحد لصحّته ، ووثاقة نقلته وأخرج النسائي في (الخصائص) ص ١٧ عن النبي (ص) أنّه قال لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّك لست بنبي أنّه لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي» وأخرجه ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) ص ٥٦٨ من جزئه الرابع. على أنّ قوله تعالى فيما تقدم في سورة الفرقان (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) نصّ صريح بدلالة الحديث على خلافة علي بعد النبي (ص) وأنّ الله تعالى هو الذي جعله وزيرا وخليفة لرسوله (ص) ، كما جعل هارون (ع) وزيرا ، وخليفة ، لأخيه موسى (ع).
عموم المنازل ثابت لعلي (ع)
وأمّا عموم المنازل المذكورة فثابت لعلي (ع) بنصّ الحديث وذلك