أدليناه عليكم هو القول المذكور في الحديث المخصوص بعلي (ع) دون الفعل الذي أجراه (ص) مع غيره ولكن غير المنصفين لعلي (ع) أبت عليهم ضمائرهم أن يجهروا بالحق ، ودفعهم بغضهم إلى أن يكتموا ذلك كله ويدّعوا أنّه (ع) يشبه هارون (ع) في الاستخلاف ، وقد استخلف غيره ليخفوا الحقيقة عن أعين المسلمين النجباء لأنّه مناف لغرضهم.
طعن الآمدي في حديث المنزلة
قال : إنّ الآمدي ، وهو فحل الفحول في علم الأصول ، قد طعن في صحّة هذا الحديث ، وطعن مثل هذا الرجل يوجب الشكّ في صدوره عن النبي (ص)؟!.
قلت : لو كان الآمدي فحل الفحول في علم الأصول ، على حدّ زعمكم ، لما غاب عنه معرفة رجال سند هذا الحديث ، وإنّهم كلّهم ثقات عند علماء الدراية بأسانيد الحديث ، والعارفين برجاله من أهل الصحاح الستة عند أهل السنة ، الذين أخرجوه في صحاحهم بأسانيده الصحيحة وفي طليعتهم الشيخان البخاري ومسلم اللذان أجمع علماء أهل السنّة ، ممّن يعتدّ بهم ، على أنّهما أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى ، على ما صرّح به ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق) في الفصل الأول من الباب الأول في كيفية خلافة الصديق (رض) فقد أخرجاه في صحيحيهما بأسانيده الصحيحة كما تقدم ، اللهم إلّا أن تقولوا بأنّ هؤلاء الحفّاظ من أصحاب الصحاح الستة ، وغيرهم من أهل المسانيد من أهل السنة العارفين بطرق الحديث ، والمميزين صحيحه من سقيمه ، كلّهم جهلوا عدم صحّة حديث المنزلة إلّا الآمدي وحده (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) فالحديث صحيح متواتر بين الشيعة وأهل السنّة ، ولكن الآمدي لما رأى الحديث