والآية كما ترونها نصّ في إمامة علي (ع) بعد النبي (ص) ، وذلك أنّ المراد من قوله تعالى : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) نفس علي (ع) بلا شك ، على ما تقدم نقله عن أكابر مفسّري أهل السنّة وحفّاظهم ، ولما كان الشخص لا يدعو نفسه حقيقة ، كما لا يأمرها ، فوجب أن يكون المدعو غيره ، وقد ثبت بإجماع أهل القبلة ، حتى الخوارج ، أنّ ذلك الغير هو علي بن أبي طالب (ع) ومن حيث أنّه لا يمكن أن تكون هذه النفس هي عين تلك النفس لأنّها ليست هي بل هي غيرها ، وجب أن يكون أنّ هذه النفس مثل تلك النفس ، وبتعبير أوضح يعني أنّ نفس علي (ع) مثل نفس النبي (ص) ، وذلك يقتضي المشاركة والمساواة للنبي (ص) في جميع ما هو له (ص) من الصفات ، ولما ثبت بالدلائل القطعية أنّ محمدا (ص) كان نبيّا وكان أفضل من علي (ع) تركنا العمل بعموم المنزلة بالنسبة إليه (ص) فيهما خاصّة ويبقى ما عدا ذلك معمولا به ، ومن ذلك ما ثبت بإجماع المسلمين إنّ محمد (ص) كان أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين (ع) فوجب أن يكون علي (ع) أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين إلّا رسول الله محمد بن عبد الله (ص) ، نزولا على حكم عموم المنزلة في منطوق الآية.
كما أنّ في الآية نصوصا على مطلوبنا من وجوه :
الأول : إنّ النبي (ص) كان معصوما ومثله علي (ع) يكون معصوما والمعصوم أتقى وأحقّ بإمامة الأمّة من غيره لقوله تعالى فيما تقدّم (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).
الثاني : إنّ النبي (ص) كان واجب الطاعة على الخلفاء الثلاثة وغيرهم ، فكذلك يكون علي (ع) واجب الطاعة عليهم وعلى غيرهم من الأمّة.
الثالث : إنّ النبي (ص) كان أفضل من جميع الصحابة بما فيهم