ما زعمه بعض المعاصرين في الأحاديث
والغريب يا صاحبي من بعض المتعلمين (١) المعاصرين الذين تخرّجوا من الجامعات العصرية ، وحازوا على شهادات علمية عالية (كالدكتوراه مثلا) إذا رأوا حديثا فيه فضيلة لآل النبي (ص) (علي وفاطمة والحسن والحسين) (ع) قالوا : (هذا موضوع ، وذلك مزوّر ، وذاك مفتعل لا أصل له) ، وإن كان ذلك ممّا ترويه أئمة أهل السنّة في صحاحهم بل وإن كان ممّا اتّفق المسلمون جميعا على صحته ، وإذا رأوا آية نزلت فيهم ، وفسّرت بهم (ع) ، قالوا : هذا خلط وهراء فاقره الاحتقار والازدراء دون أن يشعر هؤلاء إلى أنّ ذلك ليس طعنا فيها بقدر ما هو طعن في أمانة حفّاظ الحديث عند أهل السنّة الذين أخرجوها بأسانيدها الصحيحة في صحاحهم ، ومسانيدهم ، وسجّلوها في تفاسيرهم ولم ينتبهوا إلى أنّهم قد أساءوا إليها بمقدار ما أساءوا
__________________
(١) فمن هؤلاء ، محسن عبد الناظر في كتابه الذي سمّاه (مسألة الإمامة والوضع في الحديث عند الفرق الإسلامية) المطبوع بمطبعة (الدار العربية للكتاب) سنة (١٩٨٣ م) فقد نسف الأحاديث النبوية نسفا وخاصّة ما ورد عن النبي (ص) في فضل علي وبنيه الطاهرين (ع) فحكم بوضعها من غير دليل يقرّه العقل والدين ، ولم يستند فيه إلى ركن وثيق اللهم إلّا الهوى وما تشتهي النفس وما تشاء ، وكذلك فعل غيره مثله ونعم الحكم الله والخصم رسول الله (ص)!.