بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة السادسة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
فيها نقلت سنة خمسين وثلاثمائة من حيث المغلّات في سنة إحدى وخمسين الخراجية.
وكتب «الصّابي» (١) كتابا عن «المطيع» (٢) في المعنى ، فمنه : أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع بالتقريب ، وأنّ الهلالية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وكسر ، وما زالت الأمم السالفة تكبس زيادات السنين على اختلاف مذاهبها. وفي كتاب الله شهادة بذلك. قال الله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (٣). فكانت هذه الزيادة بإزاء ذلك.
__________________
(١) هو : إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الصابيء (٣١٣ ـ ٣٨٤ ه). كان نابغة كتّاب جيله غير مدافع ، وتقلّد في خلافة المطيع العبّاسي دواوين الرسائل والمظالم ، وقلّده معزّ الدولة البويهي ديوان رسائله عام ٣٤٩ ه. وخدم ولده عزّ الدولة بختيار. وحين ملك «عضد الدولة» بغداد سنة ٣٦٧ ه ، قبض عليه وصادر أمواله ، وفي السجن وضع كتابه «التاجي» في تاريخ بني بويه ، وأطلق سراحه صمصام الدولة ابن عضد الدولة سنة ٣٧١ ه. وظل صابئيا حتى مات. (من مصادر ترجمته : الفهرست ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، الإمتاع والمؤانسة ١ / ٦٧ ، يتيمة الدهر ٢ / ٢٤٢ ـ ٣١٢ ، وفيات الأعيان ١ / ٥٢ ـ ٥٤ ، معجم الأدباء ٢ / ٢٠ ـ ٩٤ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣٢٤ و ٥ / ١٢٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٣ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠٦ ـ ١٠٩ ، العبر ٣ / ٢٤).
(٢) الخليفة العباسي أبو القاسم الفضل بن المقتدر. بويع بالخلافة يوم الخميس ١٢ جمادى الآخرة سنة ٣٣٤ ه. ولقّب «المطيع لله».
(٣) قرآن كريم ـ سورة الكهف ـ الآية ٢٥.