الفضائل التي ذكروها لا تحصى والمناقب التي سطروها لا تستقصى ، ولو كان البحر مدادا والأشجار اقلاما والثقلان كتابا والملائكة حسابا لما أحصوا عشر معشار مناقبه ، كما في الأثر والعيان يغنى عن النقل والخبر ، ولعمري لو لم يقع عليه نص بالخلافة لكانت صفاته الطاهرة ومناقبه الباهرة وأخلاقه الفاخرة ونعوته الزاهرة نصوصا صريحة وبراهين صحيحة ، فكيف وقد وقع ذلك.
علي عليهالسلام في نظر العظماء والأعداء
قال النظام : تحيرنا في علي إن أحببناه قتلنا وإن ابغضناه كفرنا.
وقال الشافعي : ما اقول في رجل أخفت اعداؤه فضائله حسدا وأخفت أولياؤه فضائله خوفا ، وقد شاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.
قال ابو بكر بن عياش : ضرب علي بن أبي طالب ضربة ما كان في الإسلام أيمن منها ، ضربته لابن عبد وديوم الخندق.
قال عمر بن عبد العزيز : ما علمنا أن احدا من هذه الأمة بعد رسول الله أزهد من علي بن أبي طالب ، ما وضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة.
قال الخليل بن احمد : احتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل دليل على أنه امام الكل.
قال روسكو الفرنسي : ما وجدت في التاريخ من يستحق كلمة انسان بتمام مفهومها سوى رجل واحد هو علي.
عبد العزيز بن مروان بن الحكم يقول لولده : يا بني إن بنى مروان ما زالوا يشتمون عليا ستين سنة فلم يزده الله إلا رفعة ، وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا عادت على ما ثبت فهدمته.
قال معاوية يرد على محفن بن أبي محفن الضبي حينما يتهم عليا بالبخل والجبن والعي فيقول : أعلي كان ابخل الناس ، والله لو كان لعلي بيت من تين وبيت من تبر لأنفق تبره قبل تبنه؟ أعلي كان أجبن الناس وهل وقف في الحروب دون