وأن هذه العناصر هي العناصر المكونة للتراب وإليه أشار قوله تعالى (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) وفي آية أخرى (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
قال الديصاني للصادق (ع) دلني على معبودى فقال له اجلس واذا غلام صغير له وفي كفه بيضة يلعب بها فقال عليهالسلام ناولني يا غلام البيضة فناوله اياها فقال (ع) يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ وتحت الجلد الغيظ جلد رقيق وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل فيها داخل فيخبر عن فسادها لا يدرى أللذكر خلقت أم للانثى تنفلق عن مثل الوان الطواويس أتدري لها مدبرا قال فاطرق مليا ثم قال اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله وانك امام وحجة من الله على خلقه وأنا تائب مما كنت فيه.
قيل للرضا عليهالسلام
يا بن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم فقال (ع) انك لم تكن ثم كنت وقد علمت انك لم تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك.
وفي حديث آخر أيضا عن الرضا (ع)
اني لما نظرت الى جسدى ولم يمكن فيه زيادة ولا نقصان من العرض والطول ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فاقررت به مع ما ارى من دوران الفلك بقدرته انشأ السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المبنيات علمت أن لهذا مقدرا ومنشأ.
وسئلت عجوز عن الدليل على وجود الصانع فقالت دولابي هذا فاني إن حركته تحرك وإن لم احركه سكن والى هذا اشير في الحديث عليكم بدين العجائز وعن بعض الفضلاء أنه لما اراد أن يكتب كتابا في اثبات الواجب قالت