نص رسالة للنبي (ص) إلى المقوقس ملك القبط بمصر)
وفي عباراتها بعض الاختلاف فيما أورده المؤرخون ، ولكنها من حيث المعنى تكاد تكون واحدة ، وقد أوردها ابن طولون (في أعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين) وبرهان الدين الشافعي في السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٧١ وجلال الدين السيوطي في حسن المحاضرة ج ١ ص ٤٣ والقلقشندي في صبح الأعشى ج ٢ ص ٣٧٨ والمقريزي في المواعظ والاعتبار ج ١ ص ٢٣. وعلى ما في العبارة من اختلاف فهذا أقرب النصوص المتفق عليه :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من محمد عبد الله ورسوله الى المقوقس عظيم القبط ، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فاني ادعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين ، فان توليت فعليك اثم القبط ، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون : محمد رسول الله».
واما الصور المثبتة في بعض الكتب على نحو الخط الكوفي فقد نشرها جرجي زيدان في العدد الثاني من السنة الثالثة عشرة من مجلة الهلال على أنها رسالة النبي (ص) وختمه ، وقال : إن رجلا فرنسيا قد اشترى طائفة من الكتب والرسائل القبطية وفي ضمنها هذه الرسالة من أحد أقباط كنيسة (آخميم بمصر) ثم اهداها إلى السلطان عبد المجيد خان العثماني ، فأمر السلطان بحفظها بين الآثار النبوية. أما التحقيق في صحتها فلم يجر على ما نعرف للآن ، وقد أخذها الناس بنظر الاعتبار قبل أن يجري فيها أي تحقيق تأريخي ، ولقد استندنا في تعليقنا هذا على السيد مهدي ولائي في مقال نشر في العدد الثاني من مجلة (نامه آستان قدس). هذا ما نقله الاستاذ جعفر الخليلي في ذيل موسوعة العتبات المقدسة ص ١٥٦.