قال : ولما اشتد برسول الله (ص) وجعه ونزل به الموت جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول : وا كرباه. فتقول فاطمة عليهاالسلام وا كربي لكر بك يا ابتي. فيقول رسول الله: لا كرب على ابيك بعد اليوم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة ولا خلاف في ذلك.
وكانت وفاته يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة سنة ٦٣٣ ميلادية على ما ذهب اكثر الامامية الاثنا عشرية. وقال الشيخ الكليني منهم أنه (ص) قبض لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول. وقال غير واحد أن وفاته كانت في اوّل ربيع الأول ، وعن بعضهم في ثامنه ، وعن بعضهم في الثامن عشر منه ، والحق هو القول الأول.
فاطمة الزهراء سلام الله عليها
(ولادتها):
ولدت فاطمة بنت رسول الله (ص) بمكة المكرمة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة بعد البعثة النبوية بسنتين ، وقيل بعد النبوة بخمس سنين. وفي (الاستيعاب) ولدت سنة احدى واربعين من مولد النبي (ص) أي بعد المبعث بسنة ـ وقال اكثر من واحد إن مولدها قبل المبعث بخمس سنين ، والقول الأول اظهر لتسالمهم على أنها كانت عند الهجرة بنت ثماني سنين.
وهي أعز أولاد رسول الله (ص) عنده واحبهن إليه ، وانقطع نسله إلا منها ، ولحبه لها أنه كان يدعوها يا حبيبة ابيها ، وسماها فاطمة الزهراء ولقبها بالزهراء والبتول ، والبتل هو القطع لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا ، وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.
اقامت مع ابيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت إلى المدينة على اثر هجرة ابيها ، وتزوجها علي (ع) في المدينة ، ولما توفي النبي (ص) قيل إن عمرها كان ثماني عشرة سنة ، وقال بعضهم بل كان عمرها ثماني وعشرين سنة.