وإن نفى عنه التشبيه بالجسم لقلقة من اللسان فان امثال هؤلاء المدعين جمدوا على ظواهر الألفاظ في القرآن الحكيم او الحديث الضعيف وانكروا عقولهم وتركوها وراء ظهورهم فلم يستطيعوا أن يتصرفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز.
بيان عقيدة الامامية الاثنا عشرية في التوحيد
ونعتقد بأنه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات فكما الاعتقاد يجب بتوحيده في الذات ونعتقد بأنه واحد فى ذاته ووجوب وجوده كذلك يجب الاعتقاد ثانيا بتوحيده في الصفات وذلك بالاعتقاد بأن صفاته عين ذاته وبالاعتقاد بأنه لا شبيه له في صفاته الذاتية فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي الخلق والرزق لا شريك له وفى كل كمال لا ند له.
وكذلك يجب ثالثا الاعتقاد بتوحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه وكذا إشراكه في أي نوع من انواع العبادة واجبة أو غير واجبة في الصلاة وغيرها من العبادات ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك كمن يرائى في عبادته ويتقرب الى غير الله تعالى وحكمه حكم من يعبد الاصنام والأوثان لا فرق بينهما.
أما زيارة القبور وإقامة المآتم
فليست هي من نوع التقرب الى غير الله تعالى في العبادة كما توهمه بعض من يريد الطعن في طريقة الإمامية غفلة عن حقيقة الحال فيها بل هي من نوع التقرب الى الله تعالى بالأعمال الصالحة كالتقرب إليه بعيادة المريض وتشييع الجنائز وزيارة الاخوان في الدين ومواساة الفقير فان عيادة المريض مثلا في نفسها عمل صالح يتقرب به العبد الى الله تعالى وليس هو تقربا الى المريض يوجب أن يجعل عمله عبادة لغير الله تعالى أو الشرك في عبادته واقامة المآتم وتشييع الجنائز وزيارة الاخوان.
أما كون زيارة القبور واقامة المآتم من الأعمال الصالحة الشرعية فذلك يثبت