كما قلت في كتابك الكريم (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) والنصر للإسلام وأهله.
تكونت الشيعة مع الإسلام يوم نزول الآية للشريفة
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)
لا غرو لو قلنا إن الدعوة الى التشيع ابتدأت من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله صارخا بكلمة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) في شعاب مكة وجبالها ، فانه لما نزل عليه قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي (ص) بني هاشم وانذرهم وقال : ايكم يؤازرني فيكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي : فلما لم يجبه الى ما أراد (ص) غير امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال النبي لهم : هذا أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فاسمعوا له واطيعوا.
الولاية والرسالة توأمان يرتضعان من ثدي واحد
فكانت الدعوة الى التشيع لأبي الحسن علي (ع) من صاحب الرسالة تمشي وترتضع منه جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين الوحدانية لله والرسالة لمحمد (ص) ، ومن ثم كان ابو ذر الغفاري شيعة علي عليهالسلام وهو رابع الإسلام أو سادسهم كما في الاستيعاب.
ولقد كفانا مئونة الدليل على ما نريد محمد كرد علي من كبار علماء دمشق في كتابه خطط الشام ٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٦ قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله مثل سلمان الفارسي القائل بايعنا رسول الله (ص) على النصح للمسلمين والاتمام بعلي بن ابي طالب