المتشيعين ومعهم فريق من فرسان المغاربة ورجالهم من مشهدي (أم كلثوم) بنت الامام محمد الباقر عليهالسلام والسيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهالسلام وساروا في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين (ع) وحملوا الناس على مشاركتهم في الحزن فكسروا أواني السقائين في الأسواق فاغلقت الدكاكين وتعطلت حركة الأسواق.
وفي عهد المستعلى الفاطمي ٤٧٨ زاد النياح والصياح والبكاء والعويل في اليوم العاشر من المحرم.
هذه صورة ما نقله المقريزي عن المؤرخين المعاصرين له عما كان يجري تحت بصرهم وسمعهم في يوم عاشوراء ، كان يخرج الرسم المطلق للمتصدرين والقراء والوعاظ والشعراء ، وهي إن دلت على شيء فانما تدل على مبلغ اهتمام الدولة على اقامة العزاء الحسيني.
وسلاطين آل بويه سنة (٣٥٠) اقاموا المآتم لقتيل الطف سيد الشهداء (ع) ، حتى إن معز الدولة آل بويه أمر الناس في العشر من المحرم أن يغلقوا دكاكينهم في بغداد ويبطلوا البيع والشراء وأن يظهروا النياحة ، ففعل الناس ذلك حتى خرجت النساء ناشرات الشعور مسودات الوجوه ، وكانت بغداد آنذاك عاصمة العراق في تدريس الفقه الجعفري وعلم الكلام وغيرهما من العلوم الخاصة بمذهب آل محمد ، وفيه اشترك نوابغ العلماء امثال ابن قولويه القمي والشيخ المفيد والشريفان والشيخ الطوسي وغيرهم.
الزيارة
وأما مسألة الزيارات للعتبات المقدسة فهي مستحبة لديهم وليست بالواجبة ، وهم يعبدون الله فيها تقربا إليه فهي تلك البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.