فهم يتعرضون لزيارة قبر اولياء الله واحبائه رغبة في ثوابه ورجاء لمغفرته وجزيل احسانه ، لأن لهم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود والمكان المعلوم عند الله عزوجل والجاه العظيم والشأن الكبير والشفاعة المقبولة ، وهم الذين قرن الله طاعتهم بطاعته واسترعاهم امر خلقه لقوله تعالى (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فهم يتذرعون إلى الله سائلين منه أن يجعلهم في جمله العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم.
وأما تقبيل الأضرحة وغيرها فهي ليست بالأمر الواجب ولا من ضروريات الدين في شيء بل هو من الأمور الطبيعية في نفس الانسان حيث يظهر بالقبلة حبه او احترامه لمن يقبله ، فهو يقبل جلد القرآن احتراما لكلمات الله تعالى وحبا لها ، وهو يقبل ايدي العلماء والسادة والملوك والكبار من اقربائه حبا لهم وكرامة إليهم ، وكذا يقبل الآباء اولادهم واطفالهم ، فالقبلة هي رمز الحب الوحيد ودليل المحبة بين الناس ، وما احسن قول القائل في هذا المضمون :
أمر على الديار ديار ليلى |
|
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا |
وما حب الديار شغفن قلبي |
|
ولكن حب من سكن الديارا |
التربة
وأما ما يعتقده الشيعة بالنسبة لما يجوز السجود عليه : فلا يجوز لديهم السجود إلا على ما لا يؤكل ولا يلبس ، ولا شك أن أفضل ما يمكن السجود عليه هو التراب ، لما في صحيح هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام «السجود على الأرض أفضل لأنه أبلغ في التواضع والخضوع لله عزوجل».