ما معنى العصمة
العصمة عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطاء وليس معنى العصمة إن الله يجبره على ترك المعصية بل يفعل به الطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها كقوة العقل وكمال الفطانة والذكاء ونهاية صفاء النفس وكمال الاعتناء بطاعة الله تعالى ولو لم يكن قادرا على المعاصي بل كان مجبورا على الطاعات لكان منافيا للتكليف ولا إكراه في الدين والنبي اوّل من كلف حيث قال فأنا أول العابدين وأنا أول المسلمين وقال تعالى فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين ولأنه لو لم يكن قادرا على المعصية لكان أدنى من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها.
وقال بعض المسلمين بتجويز المعاصي على الأنبياء بل بعضهم جوز الكفر عليهم قبل النبوة وبعدها وجوزوا عليهم السهو والغلط ونسبوا الى رسول الله (ص) السهو في القراءة مما يوجب الكفر فقالوا ورووا أنه (ص) صلى يوما صلاة الصبح وقرأ في سورة النجم عند قوله تعالى أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى ـ منها الشفاعة ترتجى.
نعوذ بالله من هذه الاعتقادات الفاسدة والمقالات الكاسدة فكيف كان فالذي عليه الامامية الاثنا عشرية أنه يجب في الحجة أن يكون معصوما من الكبائر والصغائر منزها عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة وعما يدل على الخسة والضعة ويكون سببا لتنفر الناس عنه والدليل على وجوب العصمة مضافا الى النقل المتواتر واجماع الفرقة المحقة والطائفة الحقة أمور :
الأول أنه لو انتفت العصمة لم يحصل الوثوق بالشرائع والاعتماد عليها فان المبلغ اذا جوزنا عليه الكذب وسائر المعاصي جاز أن يكذب عمدا او نسيانا أو يترك شيئا مما أوحى إليه أو يأمر من عنده فكيف يبقى اعتماد على اقواله.