اولى الألباب ، ولهذا قال الرسول الأكرم (ص) «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
عقيدة الامامية في القرآن الكريم
نعتقد أن القرآن هو الوحي الالهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الاكرم محمد بن عبد الله (ص) فيه تبيان كل شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي (ص) ، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو منحرف أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ، فانه كلام الله الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ).
ومن دلائل إعجازه أنه كلما تقدم الزمن وتقدمت العلوم والفنون فهو باق على طراوته وعلى سمو مقاصده وافكاره ، ولا يظهر فيه خطأ في نظرية علمية ثابتة ولا يتحمل نقض حقيقة فلسفية يقينية ، على العكس من كتب العلماء وأعاظم الفلاسفة مهما بلغوا في منزلتهم العلمية ومراتبهم الفكرية ، فانه يبدو بعض منها على الأقل تافها أو نابيا او مغلوطا كلما تقدمت الأبحاث العلمية وتقدمت العلوم النظرية المستحدثة حتى من مثل اعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وافلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوة العلمية والتفوق الفكري.
وإليه يشير قول الصادق (ع) حينما قال له الراوي : ما بال القرآن لا يزال على النشر والدرس الا غضا (أي جديدا)؟ فقال الصادق (ع) : لأن الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض الى يوم القيامة.