واخبار الثقلين متظافرة من طرق الفريقين وتعرضها سيدنا الأستاذ الحاج السيد ابو القاسم الخوئي دام ظله في مقدمة تفسيره البيان ص ٧.
الكلام في سائر معجزات النبي (ص)
وهي اكثر من أن تحصى وأجل من ان تستقصى ، بل جميع اقواله وأفعاله واخلاقه وعاداته وسجاياه ونعوته وأوصافه معجزات باهرة وآيات ظاهرة تدل على رسالته ونبوته وصدقه وحقيته ، ولقد أحسن وأجاد من قال ونعم ما قال حيث قال «إن من شاهد احوال نبينا وأصغى الى سماع أخباره الدالة على اخلاقه وافعاله واحواله وآدابه وعاداته وسجاياه وسياسته لأصناف الخلق وهدايته الى ضبطهم وتألفه اصناف الخلق وقوده اياهم الى طاعته.
مع ما يحكى من عجائب اجوبته في مضائق الأسئلة وبدائع تدبيراته في مصالح الخلق ومحاسن اشاراته في تفصيل ظاهر الشرع الذي يعجز الفقهاء والعقلاء وفلاسفة العالم عن ادراك اوائل دقائقها في طول اعمار هم لم يبق له ريب ولا شك في أن ذلك لم يكن مكتسبا بحيلة تقوم بها القوة البشرية ، بل لا يتصور ذلك الا بالامتداد من تأييد سماوي وقوة إلهية ، وان ذلك كله لا يتصور لكذاب ولا لملبس بل كانت شمائله وأحواله شواهد قاطعة مصدقة ، حتى أن العربي القح كان يراه فيقول «والله ما هذا وجه كذاب» فكان يشهد له بالصدق بمجرد شمائله فكيف بمن يشاهد أخلاقه ويمارسه في جميع مصادره وموارده ، وقد آتاه الله جميع ذلك وهو رجل امين لم يمارس العلم ولم يطالع الكتب ولم يسافر قط في طلب العلم ولم يزل بين أظهر الجهال من الأعراب يتيما ضعيفا مستضعفا ، فمن أين حصل له ما حصل من محاسن الأخلاق والآداب ومعرفة مصالح الفقه مثلا فقط دون غيره من العلوم ، فضلا عن معرفته بالله وملائكته وكتبه وغير ذلك من خواص النبوة لو لا صريح الوحى ، ومن أين لبشر الاستقلال بذلك ، فلو لم يكن له إلا هذه الأمور الظاهرة لكان فيها كفاية ، فكيف وقد ظهر من معجزات