قائمة الکتاب
نصيب العقل
٧
إعدادات
عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة [ ج ١ ]
عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة [ ج ١ ]
المؤلف :السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الصفحات :311
تحمیل
بغير المحدود من المستحيل في فطرة العقول ولو جزم بأن ما تفكره هو الواقع ليس إلا كثيرا ما يقع في الخطأ إذ ليس كل مقدر هو الواقع ولا كل واقع هو المقدر خصوصا في الربوبيات لأن عالم الربوبى عظيم في غاية العظمة ووسيع في غاية الوسعة ولذا ورد النهى عن الأئمة المعصومين عن التفكر في الله وتقدير عظمته وعن مولانا الصادق عليهالسلام اياكم والتفكر فان التفكر في الله لا يزيده إلا نهيا وعن مولانا الصادق (ع) أيضا في تفسير قوله تعالى وان الى ربك المنتهى قال (ع) اذا انتهى الكلام الى الله فامسكوا وتكلموا في ما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش فان قوما تكلموا فيما فوق العرش تنامت عقولهم وعن امير المؤمنين علي عليهالسلام ولا تقدر عظمة الله بقدر عقلك فتكون من الهالكين.
نعم هذه النواحي إنما تكون بالنسبة الى اكتناه ذاته تعالى ذاتا وصفة وفعلا بأن يتفكر الانسان في اكتناه ذاته تعالى او صفته او فعله ويحكم بأن ما اكتهنه هو الواقع بل ورد عن مولانا الإمام محمد الباقر عليهالسلام كلما ميزتموه بأوهامكم بادق معانيه فهو مخلون لكم ومردود إليكم (١) وأما اصل التفكر فيه عزوجل بحيث يوجب الخشية والرغبة واستيلاء عظمته تعالى على القلب فيحصل به العبودية فهو المقصد الأسنى من دعوة الأنبياء (ص).
نصيب العقل
مقتضى الوجدان كما هو صريح جمع من عظماء الأعيان أن اكتناه الحقائق الممكنة ليس من وسع العقل وذكر مير السيد الشريف الجرجاني في بعض كتبه المنطقية الفارسية ما ترجمته أن فهم الانسان حقائق الاشياء في غاية الإشكال ولا يعلم حقائقها إلا علام الغيوب وغاية ما للعقل من النصيب انما هو درك بعض خواص الاشياء ولوازمها لا جميع الخواص واللوازم فهذا صدر المتألهين ملا صدرا محمد ابراهيم
__________________
(١) خلاصة المعارف تأليف المؤلف مخطوط ص ٨.