فلو جاز الخطأ على الامام لوجب افتقاره الى امام آخر ليكون لطفا له وللأمة أيضا فيتسلسل وللادلة المتقدمة.
الشرط الثاني : أن يكون أفضل من جميع الأمة
وبيان افضلية الامام من جميع امته من كل جهة أما عقلا فلقبح تقدم المفضول على الفاضل ورفع مرتبة المفضول وخفض مرتبة الفاضل.
وأما نقلا فلقوله تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ولقوله تعالى (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) ولقوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) واهل الذكر أهل العلم والقرآن ، ولقوله تعالى (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) الآية ، وقوله تعالى (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) والتقريب ما تقدم في المشتركات (١).
__________________
(١) ذكر في موسوعة العتبات المقدسة ص ٢٨٣ : ويعتقد الشيعة أن مجموعة من الصفات يجب أن تتوفر في الامام لكي يحق له أن يكون إماما ، فيجب أن يكون أفضل الناس في صفات الانسانية من الصدق والعدل والامانة والعفة وكرم الخلق ، ثم يجب أن يكون أفضل الناس من حيث العقل والعلم والحكمة وتكون قوة الإلهام عند الإمام والتغلغل في أعماق الحقائق ومعرفتها ، وهي التي تسمى بالقوة القدسية يجب أن تكون في غاية السمو. فلقد ثبت في الأبحاث النفسية وفي علم النفس أن كل انسان له ساعة او ساعات في حياته قد يعلم فيها بعض الأشياء من طريق الحدس الذي هو فرع من الإلهام بسبب ما أودع الله تعالى فيه من قوة على ذلك ، وهذه القوة تختلف شدة وضعفا وزيادة ونقصا في البشر باختلاف أفرادهم ، فيطفر ذهن الانسان في تلك الساعة الى المعرفة من دون أن يحتاج الى التفكير وترتيب المقدمات والبراهين وتلقين المعلمين ، ويجد كل انسان من نفسه ذلك في فرص كثيرة في حياته ، فيجوز أن يبلغ من قوته الإلهامية أعلى الدرجات واكملها ، وهذا ما قرره الفلاسفة المتقدمون والمتأخرون.