الشيرازي صاحب الأسفار الكبير يصرح بأن الفصول المذكورة في اكثر الحدود من ملزوماتها وهذه العنوانات اقيمت مقام الفصول والمراد ملزوماتها انتهى عبارته قدسسره
عقيدة الامامية الاثنا عشرية بوجود الصانع
اعلم أن وجوده تعالى لكمال ظهوره وغاية وضوحه أجل من أن يحتاج الى بيان وأوضح من أن يتوقف على دليل وبرهان فان العيان يغنى عن البيان والوجدان يكفى عن الشاهد والبرهان ومن تأمل حق في العوالم العلوية والسفلية الشمس والقمر والرياح والسحاب والامطار والجبال والبحار والاشجار والاثمار واختلاف الليل والنهار وسائر ما يحدث فيهما من غرائب صنع الله تعالى وآثار رحمته يعلم علما قطعيا ويجزم جزما بديهيا أن تلك الغرائب وهاتيك العجائب وهذه الموجودات وتلك المصنوعات واختلاف تلك الحركات واجتماع تلك العناصر المختلفات لم توجد بغير صانع قديم عليم حكيم ابدى سرمدى قدير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إذ لو كان منها او مثلها لاحتاج الى خالق آخر.
فوا عجبا كيف يعصى الإله |
|
أم كيف يجحده الجاحد |
وفي كل شيء له آية |
|
تدل على أنه واحد |
الطرق الى الله تعالى بعدد انفاس الخلائق
بل اذا تأمل الإنسان في خلق نفسه فضلا عن سائر انواع الحيوانات كيف اودع في الاصلاب بعد أن خلق من تراب ثم قر في الارحام نطفة ثم صار علقة ثم صارت العلقة مضغة ثم صارت المضغة عظاما ثم كسيت العظام لحما ثم صار خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين ثم اخرجه من بطن أمه في خلق حسن وصنع محكم متقن واسلوب عجيب ووضع غريب جعل له عينين ولسانا وشفتين واذنين ويدين ورجلين وهداه النجدين علم علما قاطعا وتيقن يقينا ساطعا أن له موجدا صانعا