الثاني فخبزت فاطمة عليهاالسلام صاعا فلما قدم بين ايديهم للافطار أتاهم يتيم وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته ، فلما كان اليوم الثالث من صومهم وقدم الطعام أتاهم أسير وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء ، فرآهم النبي (ص) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع وفاطمة (ع) قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فقال : وا غوثاه يا الله اهل بيت محمد يموتون جوعا. فهبط جبرائيل (ع).
(الثالثة عشرة) قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) روى (١) الجمهور ومنهم الفضل بن روزبهان عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش «لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي ايدته بعلي بن أبي طالب» وهذه الفضيلة المكتوبة على العرش الأعظم في ازل الأزل يحيل العقل والنقل أن يكون صاحبها متبعا ورعية لمن صرف اكثر عمره في عبادة الأصنام.
(الرابعة عشرة) قوله تعالى (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) فقد روى (٢) الجمهور أن المراد بصالح المؤمنين امير المؤمنين (ع) وان الخطاب لعائشة وحفصة. وتقريب الاستدلال ما تقدم.
ولو قصدنا جمع كل الآيات الواردة في علي وأهل بيته عليهمالسلام مما يدل على أولويته بالخلافة والامامة وافضليته لخرجنا عن المقصود ، بل القرآن كله في شأن علي نزل تأويلا ، وفيما ذكرناه كفاية ومن اراد استقصاء ذلك فعليه بمطالعة كتب العلامة وآية الله في العالمين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي.
الروايات المروية من طرق الجمهور في إمامة علي (ع)
(الأول) ما روى العامة بأسرهم ومنهم ابن ماجة القزويني في صحيحه في باب فضائل اصحاب رسول الله ص ١٢ ، روى بسنده عن البراء بن عازب
__________________
(١) انظر الدر المنثور ج ٣ ص ١٩٩ ، وينابيع المودة ج ١ ص ٢٨.
(٢) انظر الدر المنثور ج ٦ ص ٢٤٤ ، وينابيع المودة ج ١ ص ٩٣.