(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) سورة الأعراف ١٧٣.
قد أتم الحجة على عباده فحسب مفاد هذه الآية المنفية ان الله تعالى قد أحضر من عالم الذر كل انسان ذكر أو انثى وجعلهم شهودا على أنفسهم وأخذ منهم الاعتراف على وجوده ووحدانيته بقوله ألست بربكم فقالوا بلى شهدنا أي أخرجهم الله من أصلابهم على نحو توالدهم نسلا بعد نسل الى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرّفهم نفسه وأراهم صنعه كما في بعض التفاسير.
وقال بعض المحققين : إن في قوله تعالى ألست بربكم إشارة لطيفة فإنه سبحانه استفهم الاقرار بهم بربوبيته لا بوجوده تبينا على أنهم كانوا مقرين بوجوده في بداية عقولهم وفطرة نفوسهم.
وها هو في عصر الذرة حين أن بركسون Bergson الفيلسوف الفرنسي الموحد الذي أتعب نفسه في العلوم الرياضية برهة من الزمن عند ما ينظر الى تلك المعادلات والخوارق في الذرة يقول : إن الله موجود في الذرة يبدعها إبداعا وينظمها تنظيما ، فيركسون عند ما يرى في الذرة حركات في غاية الحكمة لا ربط لها بالصدفة يذعن أن يدا ربانية موجودة في الذرة نفسها تعمل في هذا الترتيب الحكيم.
اعتراف علماء رياضيين بوجود الخالق :
تكاد لا تجد فيلسوفا درس الرياضيات العالية أو الفيزياء الرياضية العالية أو الفلك العالي وتوغل فيها ملحدا ينكر وجود الخالق فأنشتين وبركسون وكاميل فلامريون وأمثالهم موحدون ، ذلك لأنه عند ما يرى أحدهم أن جميع أجزاء الكون مرتبطة بعضها ببعض بدساتير رياضية متقنة وأن الرياضيات مفتاح فهم