وخامسا : أنه لو جاز عليه السهو والنسيان في غير التبليغ لجاز منه الكذب سهوا في غير التبليغ أيضا ، فلا يوثق بشيء من أقواله في غيره وبطلانه قطعي.
وسادسا : إمكان وقوع المعصية وفعل المحرم وترك الواجب سهوا ، وهو باطل وملخّص الكلام ، أن العصمة قوة تمنع الإنسان عن الوقوع في الخطأ ، وعن فعل المعصية وعن النسيان والسهو ، ومؤيد من عند الله تعالى من بدو أمره إلى نهاية عمره.
ثم إن القرآن صرح بأن الأنبياء كثيرون ، وان الله تعالى لم يقصص الجميع في كتابه ، قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) المؤمن : ٧٨ ، إلى غير ذلك.
والذين قصّهم الله تعالى في كتابه بالاسم خمسة وعشرون نبيا وهم : آدم ونوح وإدريس وهود وصالح وإبراهيم ولوط وإسماعيل واليسع وذو الكفل والياس ويونس وإسحاق ويعقوب ويوسف وشعيب وموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وإسماعيل صادق الوعد وعيسى ومحمد صلّى الله عليهم أجمعين.
عدد الأنبياء :
لا أعلم خلافا في عدد الأنبياء فيما بين الشيعة الإمامية الاثنى عشرية أن عددهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي ، ولكن قد خفيت علينا أكثر أسمائهم ولم نحط بمجمل أحوالهم.
قال الصدوق (ره) في اعتقاداته : اعتقادنا في عدد الأنبياء أنهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي لكل نبي منهم وصي اوصى إليه بأمر الله تعالى ، ونعتقد فيهم أنهم جاءوا بالحق من عند الحق وأن قولهم قول الله تعالى وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله وأنهم لم ينطقوا إلا عن الله وعن وحيه.