ومن هنا يتبين فلسفة دفاع النبي الأكرم عن حوزة الإسلام ، وقد عامل نبينا الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم الناس بما أمر الله به في كتابه الكريم وبما يليق بحالهم فقوم أخذهم بالرفق واللين لصفاء قلوبهم ورقة أفئدتهم فانقادوا عاجلا ودخلوا في شرعه سريعا والطريق الآخر أخذهم بالسيف والحسام والشدة والقتال حتى أدخلهم في دينه قهرا وقادهم إليه قسرا ثم تألفهم بإحسانه واستمالهم بمواعظ لسانه حتى طابت له نفوسهم وانشرحت صدورهم ، وذلك معنى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم عجبا من قوم يدخلون الجنة في السلاسل أي يدخلون في الإسلام الذي هو سبب دخولهم الجنة.
الحجة والمعجزة :
الحجة هي الداعي إلى الغيب والمعجزة هي علامة من علامات عالم الغيب يظهرها الداعي لتصديق ما يدعو الله وهي اقتدار نفس الحجة على إبراز الغيب وإظهار ما يعجز عنه نوع البشر على ما اقتضته المصلحة المختلفة بإختلاف الأعصار والدهور ، ومنشأ ذلك الاقتدار كمال النفس وقربها من الباري تعالى واتصالها بروح القدس ، فتصير عناصر الأشياء منقادة لها وتطيعها الموجودات برمتها.
الحجة والرسالة والامامة :
الدعوة إلى الله والتخلق بأخلاقه وإصلاح الشخص والنوع بما يريد الله تعالى هو دين الله الذي ارتضاه لخلقه ومحدث هذه الدعوة في الخلق ومظهرها بعد ان لم تكن هو الرسول ، ومبقي الدعوة وحافظها بعد ما حدثت وظهرت هو الإمام والوصي والخليفة ، فلا فرق بين الرسول والإمام في الحجية إلا من حيث الحدوث والبقاء ، وكما أن الرسالة منصب إلهي لله تبارك وتعالى وليس للعباد فيها صنع واختيار كذلك الإمامة والخلافة لأن الإمام الكامل الواقعي الحافظ للواقعيات التي جاء بها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والمبقي لها ، وليس في وسع البشر الإحاطة بالواقعيات حتى يطلعوا على الكامل الواقعي ويجعلونه إماما ، والرسول يلقي بذر المعنويات