طالب بقصته وما يكون من أمره وأنه الموعود في لسان التوراة ثم حذّره عليه من أهل الكتاب اليهود خذلهم الله تعالى.
كما يظهر من التتبع لأحوالهم وملاحظة آثارهم والاطلاع على فضائلهم ومناقبهم والآيات الصادرة منهم والكرامات الظاهرة على أيديهم سبب متابعتهم إياه واقتدائهم بهدايته وهداه لأن بهم تقض حوائج العباد وببركتهم يدفع الله أنواع البلاء عن البلاد وبدعائهم تنزل الرحمة وبوجودهم تصرف النقمة إلى غير ذلك من بركات خيراتهم.
فكما أن القرآن معجزة نبينا باقية إلى يوم الدين يظهر منه صدقه وحقيته شيئا فشيئا ويوما فيوما لمن تأمله من اولي النهى فكذلك كل من عترته المعصومين له معجزة باقية النوع إلى يوم الدين دالة على حقيقته لمن عرفهم بالولاية والحجية من الشيعة اولي الألباب ولهذا قال الرسول الأكرم عليهالسلام : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
الدليل الثاني على نبوة خاتم الأنبياء :
أنه ادعى النبوة وأظهر المعجز الخارق للعادة المطابق للدعوى وكل من كان كذلك فهو نبي لما تقدم أما المقدمة الاولى وهو أنه ادعى النبوة فمما لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه إذ لا يشك أحد ولا يخالف في أن رجلا اسمه محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عليهالسلام المعروف ظهر بمكة المتولد في عام الفيل ٢٥ اغسطس سنة ٥٧٠ ميلادية لأربعين سنة خلت من حكم كسرى انوشروان العادل خسرو بن قباذ بن فيروز وادعى النبوة ، وأما المقدمة الثانية وهي أنه أظهر المعجز الخارق للعادة لذلك فهو متواتر لا يشك فيه من سلك سبيل الإنصاف وتجنب طريق التعسف والاعتساف حتى أنه ضبط له عليهالسلام ألف معجزة أو أربعة آلاف وأربعمائة معجزة سماوية وأرضية على قول ابن شهرآشوب في مناقبه ، بل كله من القرن إلى القدم معجزة.