من نفي المعاد عن الأمرين ولا اعرف عاقلا ذهب إليه بل كان جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد.
في المعاد وشرف علم المعاد وعلو مكانه
وسمو معرفة بعث الأرواح والأجساد :
اعلم ان هذه المسألة بما فيها من احوال القبر والبرزخ والبعث والحشر والنشر والحساب والكتاب والميزان ومواقف الصراط والجنة وطبقاتها وأبوابها والنار وأبوابها ودركاتها هي ركن عظيم في الإيمان وأصل كبير في الكلام والفلسفة وهي من أغمض العلوم وألطفها وأشرفها مرتبة وأرفعها منزلة وأعلاها شأنا وأدقها سبيلا وأخفاها دليلا إلا على ذي بصيرة ثاقبة وقلب منور بنور من الله تعالى ، ومن أحاديث محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل البيت قل من اهتدى إليها من أكابر الحكماء السابقين واللاحقين ، فأكثر الفلاسفة وان بلغوا جهدهم في احوال المبدأ من التوحيد والصفات وسلب النقائص والتغيرات في الأفعال والآثار ، لكنهم قصرت أفكارهم عن درك منازل المعاد لأنهم لم يقتبسوا أنوار الحكمة من مشكاة نبوة خاتم الأنبياء ومعادن الحكمة أهل البيت حتى رئيسهم في كتابه الشفاء اعترف بالعجز عن إثبات المعاد بالدليل العقلي ، بل قال نحن نقلد في هذه المسألة سيدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وانه أخبر عن المعاد وأنه مخبر صادق.
إثبات المعاد الجسماني :
إثبات المعاد الجسماني يحتاج إلى بيان مقدمات :
الاولى : ان الوجود في كل شيء هو الأصل في الموجودية والماهية أمر اعتبارية تبع له كما قرر في الفلسفة.
الثانية : ان تشخص كل شيء وما يتميز به هو عين وجوده الخاص ، وأن الوجود والتشخص متحدان ذاتا متغايران مفهوما واسما كما بيّن في محله.