ولا يكفر منكره ولا منع شرعا ولا عقلا من اثباته. قال الفخر الرازي :
أما القائلون بالمعاد الروحاني والجسماني فقد أرادوا أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة ، فقالوا : دل العقل على أن سعادة الأرواح بمعرفة الله تعالى ومحبته ، وأن سعادة الأجساد في ادراك المحسوسات ، والجمع بين هاتين السعادتين في هذه الحياة غير ممكن ، لأن الانسان مع استغراقه في تحلي أنوار عالم القدس لا يمكنه أن يلتفت الى شيء من اللذات الجسمانية ومع استغراقه في استيفاء هذه اللذات لا يمكنه أن يلتفت الى اللذات الروحانية ، وإنما تعذر هذا الجمع لكون الأرواح البشرية ضعيفة في هذا العالم فإذا فارقت الموت واستمدت من عالم القدس والطهارة قويت وصارت قادرة على الجمع بين الأمرين.
الأخبار التي وردت في المعاد الجسماني والروحاني ، ويشهد لذلك ما روى مستفيضا في الاحتجاج وأمالي الشيخ الطوسي (ره) وغيرهما أن ابن أبي العوجاء سأل الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) ما ذنب الغير؟ قال : ويحك هي هي وهي غيرها. قال : فمثل لي ذلك بشيء من أمر الدنيا. قال : نعم أرأيت لو أن رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبّلها ثم ردّها في ملبنها فهي هي وهي غيرها. وفي رواية الأمالي : أرأيت لو أن رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبّلها ثم ردّها الى هيئتها.
الأولى ، ألم يكن هي هي وهي غيرها؟ فقال : بلى أقنع الله بك ، فإن الظاهر أن مراده عليهالسلام أنه يعود شخصه بعينه وإنما الاختلاف في الصفات والعوارض غير المشخّصات أو أن المادة متحدة ، وإن اختلفت التشخصات والعوارض.
الثاني : ما ورد من قول الصادق عليهالسلام في البدن البرزخي لو رأيته لقلت : هذا فلان.
الثالث : ما ورد من أهل الجنة جرد مرد.